الذكرى الثامنة لمخطوفي دوما الأربعة على يد جيش الإسلام في 9 كانون الأول/ديسمبر 2013
فريق INT
(بتاريخ 9-12-2013 وفي حوالي الساعة العاشرة وأربعين دقيقة ليلاً، قامت مجموعة مسلّحة مؤلفة من عدّة أشخاص باقتحام مكتب مركز توثيق الانتهاكات في سوريا – مجموعة تعمل في مجال مراقبة حقوق الا‘نسان في سورية – في دوما وقامت بخطف رئيسة المركز رزان زيتونة وزوجها وائل حمادة وزملائها سميرة الخليل وناظم حمادي، وانقطعت أخبارهم بشكل كامل منذ ذلك الوقت..
إن الجماعات المسلحة التي تفرض سيطرتها الفعلية على دوما تضم جيش الإسلام بقيادة زهران علوش المنضوي تحت لواء الجبهة الإسلامية التي هي عبارة عن تحالف من الجماعات المسلحة. يجب على هذه المجموعات أن تطلق سراح المدافعين عن حقوق الإنسان الأربعة فوراً إن كانوا بعهدتهم، أو أن تعمل على ضمان الإفراج عنهم سالمين ودون أي تأخير. كما يجب على كافة الدول الداعمة لهذه الجماعات، والشخصيات الدينية وغيرهم ممن يملكون تأثيراً على هذه المجموعات الضغط عليهم من أجل الإفراج الفوري عن النشطاء الأربعة ووضع حد لعمليات اختطاف المدنيين…)
بيان عام مشترك، سوريا:عدم توفر أيّة أنباء عن مصير النشطاء الأربعة المخطوفين، 2014
أواخر عام 2014، توجهت 57 منظمة حقوقية وانسانية وشبكات اعلامية وصحفية سورية وعربية ودولية ببيان للرأي العام عنوانه “بيان عام مشترك سوريا: عدم توفر أي أنباء عن مصير النشطاء الأربعة المخطوفين” يطالب جيش الإسلام وداعميه الدوليين بالإفراج عن أربعة من أبرز المدافعين عن حقوق الإنسان في سوريا.
فمن هم مخطوفو دوما الأربعة وما هي قصتهم؟
“سميرة ورزان ووائل وناظم، ومئات ألوف المكافحين السوريين، ليسوا وكلاء لصراع زائف، أنهم شهود أحياء على صراع تحرري أصيل، مفعم بالحياة و… الموت”.
(ياسين الحاج صالح، 2015)

11 شباط 2015، وبعد أيامٍ على مضي عيد ميلاد “سميرة” المختطفة منذ عامين، نشر ياسين الحاج صالح، مقالًا مطولًا يطالب بالكشف عن مصير زوجته سميرة الخليل وأصدقائه الذين خطفهم جيش الإسلام. ياسين وهو كاتب سياسي ومعتقل يساري سابق أمضى 16 عامًا من شبابه في سجون النظام كان قد انتقل إلى الغوطة معهم وغادرها قبل اختطافهم متجهًا نحو مدينته الرقة مع سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية عليها ليغادرها مجددًا متخفيًا إلى تركيا.
المقال معنونٌ بـ أربعة وأربعون شهرا وأربعة وأربعون عاما/6- سميرة، رزان، وائل، ناظم، وغيرهم من الآخرين المطلقين، ولدى بحثنا عن معلومات تعريفية بهم لم نجد ماهو أوضح مما تضمنه المقال للتعريف بعمل النشطاء الأربعة، قبل وخلال الثورة السورية، وحتى تاريخ اختطافهم:
سميرة الخليل، 52 عامًا حين اختفائها، مواليد المخرم الفوقاني ريف حمص الشرقي( 1961): “سميرة كانت معتقلة عند نظام حافظ أسد لمدة 4 سنوات، بين عامي 1987 و1991، بوصفها مناضلة يسارية. وهي شاركت في معظم أنشطة الطيف الديمقراطي منذ أيام “ربيع دمشق” القصيرة مطلع القرن، بما فيها تجمعات احتجاجية في الشارع، اعتقلنا إثر واحد منها نحن الاثنان لوقت قصير في ربيع 2004. سميرة شاركت في أنشطة احتجاجية منذ بداية الثورة أيضًا”، “سميرة التي كانت تدير مركز “النساء الآن” في دوما، وهو يؤمن موارد لنساء محليات لإنتاج ما يساعدهن في إعالة أسرهن، رمزية خاصة. فهي معتقلة يسارية سابقة لأربع سنوات، وتمثل تاليا استمرارية كفاح السوريين خلال جيلين. وسميرة، من ناحية أخرى، علوية المنبت، ما يجعلها تجسد أكثر من أي شخص آخر الصفة العابرة للطوائف لكفاح السوريين، وما يجعل وضعها الحالي كمخطوفة من قبل إسلاميين رمزا لجبهتي كفاح السوريين الشاق ضد فاشيي ربطة العنق وضد فاشيي اللحية.”
رزان زيتونة، 36 عامًا حين اختفائها، (مواليد دمشق عام 1977): “رزان محامية وكاتبة وناشطة حقوقية معروفة ومحترمة، محليا ودوليا، وهي من مؤسسي لجان التنسيق المحلية عام 2011، وقد قامت (اللجان) بدور مهم في تنظيم الاحتجاجات الشعبية منذ بداية الثورة السورية في ربيع 2011، وفي تغطيتها إعلاميا، وفي تطوير رؤية سياسية مبكرة لتطلعات السوريين المنخرطين في الثورة قبل أن تقول المعارضة الحزبية التقليدية شيئا، ثم بدور إغاثي كبير في عام 2012 وما بعد. رزان مؤسسة أيضا لمركز توثيق الانتهاكات، الجهة المحلية الأكثر تدقيقا في جمع المعلومات عن ضحايا الثورة والمعتقلين. حاولت “لجان التنسيق المحلية” المساهمة في تنظيم المقاومة في بعض المناطق، واقتراح مدونة سلوك للجيش الحر. بالفعل، في مطلع آب 2012 كتبت رزان مدونة، ووضعتُ أنا مقدمة وجيزة لها، ووافقت عليها مجموعات مقاتلة فعلا، لكن عصفت بها الحوادث فيما عصفت”.
وائل حمادة 37 عامًا حين اختفائه (من مواليد دوما دمشق 1976) وناظم حمادي 45 عامًا حين اختفائه (مواليد جسر الشغور 1968): “واعتقل وائل، وهو زوج رزان، مرتين أثناء الثورة وتعرض لتعذيب شنيع. وكان تعرف على رزان في أنشطة احتجاجية تضامنا مع الفلسطينيين ضد عدوان إسرائيل عام 2002، وعملا معا في إحدى منظمات حقوق الإنسان. ومعهما عمل ناظم، صديقنا المشترك، الشاعر والمحامي. وكانا، هو ووائل مساعدين لرزان في لجان التنسيق وفي مركز توثيق الانتهاكات، وما كان لرزان، وهي المركز المحرك والمبادر لهذه الأنشطة دون ريب، أن تحقق ما حققت لولا مساعدة الرجلين المخلصين.”
المُطالبات
خريف 2016، خلال عرض كتاب سميرة الخليل يوميات الحصار 2013 ، في غازي عنتاب تركيا، قال ياسين أن القضية لم تحظ بالاهتمام الذي تستحق، مبينًا المناشدات التي وجهها لجهات رسمية معارضة دون تجاوب يذكر، من بينها “دعوةٌ للتحكيم المستقل قُدّمت للعموم وقت زيارة زهران علوش إلى تركيا بين نيسان وأيار من العام 2015، رسالةٌ سلمت باليد لمحمد مصطفى، رئيس المكتب السياسيّ لجيش الإسلام في الريحانية، في شباط 2016، بالضبط بعد مرور أربعين يوماً على «وفاة» علوش، ووقتها وعد الرجل -الذي أقرّ بالمسؤولية السياسية لجماعته عن واقعة الخطف- بالرد، وهو ما لم يحدث إلى اليوم. وفي آذار وُجّه نداءٌ علنيٌّ من أجل العدل يطلب المساعدة في معالجة القضية، وناله المصير نفسه. وأضاف أنه تمّ توجيه رسالةٍ إلى المجلس الإسلاميّ السوريّ بمناسبة مرور عامين ونصف على الاختطاف، تتضمن طلباً للمساعدة لم يحظ باستجابةٍ بدوره. ومثله كان حال رسالة اعتراضٍ على إدراج اسم محمد علوش ضمن قائمة الهيئة العليا للمفاوضات، بوصف ذلك «إهانةً للمخطوفين وذويهم». وسُلمت رسالةٌ باليد لأنس العبدة، رئيس الائتلاف السوريّ المعارض، في التاسع من حزيران 2016، ولا تزال دون ردٍّ كذلك.”
أواخر العام نفسه، حصل ياسين على ملف متداول في أوساط “جيش الاسلام” أعده “المكتب الحقوقي” حول ما سمّاه “قضية اختطاف كادر مركز توثيق الانتهاكات في سورية”، وانتظر أن يقوموا بنشره ليُعلقَ عليه بدوره، لكنهم لم يفعلوا. فكان أن نشره عبر حسابه على فيسبوك ثم كتب تفنيدًا مفصلًا نُشر على موقع الجمهورية لكل ما ورد في “الملف”. ومثل سابقاته لم يتلق ياسين ردًا عليه لليوم.
التطور الأبرز في قضية المخطوفين
“سوريا/العدالة: اعتقال أحد كبار ضباط جيش الإسلام في فرنسا واتهامه بارتكاب جرائم حرب وجرائم التعذيب والإخفاء القسري”
“باريس، في يوم الجمعة، 31 كانون الثاني 2020”
في 26 حزيران من العام 2019، قدمت منظماتنا شكوى ضد جيش الإسلام على الجرائم التي ارتكبتها المجموعة في الأعوام ما بين 2013 و 2018. ومنذ ذلك الحين، رافقنا حوالي 20 ضحية وعائلاتهم، من بينهم شخصيات من عائلات (دوما 4)، في بحثهم عن الحقيقة والعدالة القضائية.
المركز السوري للإعلام وحرية التعبير –SCM،
الفدرالية الدولية لحقوق الإنسان – FIDH،
الرابطة الفرنسية لحقوق الإنسان – LDH
يوم الأربعاء 29 كانون الثاني 2021، وفي مرسيليا بجنوب فرنسا اعتقلت السلطات الفرنسية الناطق الرسمي السابق لجيش الاسلام المعروف بـإسلام علوش (مجدي نعمة)، و وجهت له وحدة جرائم الحرب التابعة لمحكمة باريس، اتهامات عديدة، أبرزها مشاركته في جرائم حرب وتعذيب وإخفاء ناشطين في منطقة الغوطة الشرقية (المخطوفين الأربعة)، إضافة لاتهامه بتجنيد عدد من الأطفال في صفوف الفصيل. اثر اعتقاله نشر جيش الإسلام ولأول مرة بيانًا رسميا نفى علاقته باختطاف المدافعين الاربعة، مزينًا بعلم الجيش السوري الحر بعد تخليه عن راية الجهاد السوداء في الذكرى السابعة للثورة السورية 2017، إبان انسحاب الفصيل من الغوطة الشرقية نحو الشمال السوري، حيث يعتبر اليوم واحدًا من تشكيلات الجيش الوطني وتنتشر مقراته في عفرين مصحوبةً بعلم الجيش السوري الحر “الراية العمية” التي لم يرفعها الفصيل طوال سنوات وجوده الأربعة في الغوطة الشرقية. خبر الاعتقال لاقى صدى واسعًا بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي المحسوبين على الثورة السورية، وبينما استقبله فريق بحماسة أثار استياء آخرين وانتشر وسم #الحرية_لمجدي معتبرين اعتقاله استهدافًا للجيش الحر و”مؤامرة” على الثورة السورية وممارسة شبيهة بسلوك الأسد مع خصومه.
0SCM / 2020/ بيان صحفي: المركز السوري للإعلام و حرية التعبير و مبادرة العدالة و الأرشيف السوري يقومون بتقديم أول شكوى جنائية نيابة عن ضحايا الهجمات الكيماوية بغاز السارين
في أكتوبر العام الفائت، أثمر التقرير الذي وثقت فيه رزان وفريقها الميداني قبل أشهر من اختطافها “ضربة الكيماوي” على الغوطة الشرقية، عن خطوة هي الأولى من نوعها، إذ تقدمت ثلاث منظمات حقوقية سورية، بشكاوى جنائية نيابة عن ضحايا استخدام نظام بشار الأسد السلاح الكيماوي في سوريا، إلى مكتب المدعي العام الاتحادي الألماني، معتمدة بشكل كبير على التقرير متضمنة أدلة جديدة تثبت تورط مسؤولين في النظام، كما يعتبر مرجعًا موثوقًا للمنظمات الحقوقية في سعيها لتجريم النظام على استخدامه الأسلحة المحرمة دوليًا.
المدونة
اترك تعليقًا