نقد قوي لاستراتيجية الولايات المتحدة في سوريا

الـ Newsweek في نقد قوي لاستراتيجية الولايات المتحدة في سوريا :
العملية قد تنجح لكن المريض سوف يموت. ( في أشارة إلى السعي وراء داعش وتجاهل تمدد أيران والنظام السوري )

العالم كله يشاهد كيف تحاكي القيادة المركزية للولايات المتحدة ووزارة الدفاع بالاستراتيجية التي تتبعها في سوريا جراحاً يتجاهل سكتات قلبية للمريض في منتصف العملية لأن الجراحة المقررة هي إزالة الكلى.

” الهدف هو هزيمة الدولة الأسلامية ” كما يصرح البنتاغون. في الوقت الذي تتقدم فيه القوى المؤيدة لأيران من مقاتلين عراقيين ولبنانيين لحماية عملاء أيران في المنطقة النظام السوري وحزب الله

حتى لو قتل مقاتلو داعش في الرقة أو أسروا، فما هي الخطوة التالية؟

يبدو أن الحقيقة القاسية تتمثل في أن السعي العسكري البطيئ وقلة الموارد في الحرب على داعش قد أعطى الأطراف التي احتضنت هذا العدو في المقام الأول نظام الأسد وإيران (بمساعدة روسية حاسمة) الفرصة لتأمين غرب سوريا ونشر المقاتلين الأجانب بقيادة إيران إلى شرقها

إذا سارت الامور بشكل جيد (من خلال معايير البنتاغون والخارجية الأمريكية ) سيتم إزالة الكلى (داعش) قريباً. لكن سوف يكون المريض الميت (سوريا) مشكلة شخص آخر، على الأقل حتى يتم تنظيم نسخة مطورة من داعش ( ISIS 2.0 ) من قبل الحكم الإيراني الأسدي لتوظيفها في مهمة أخرى تخدم مصالحها.

هناك بعض المسؤليين في البيت الأبيض الذين لا يوافقون على الضوء الأخضر الأخير الذي أعطته الأ دارة الأمريكية لإيران ونظام الأسد لمساعدة أنفسهم على ما يريدون في شرق سوريا شريطة أن يحاربا داعش ويمتنعوا عن عرقلة تقدم قوات سوريا الديمقراطية.
المسؤولون يعترضون على منح طهران امتيازات أكبر بعد انتهاء الحرب الطويلة، التي تشن على داعش.

ولكن ما الذي يجب عمله؟ أين هي القوى التي سوف تقاوم المسلحين اللبنانيين والعراقيين والأفغان الذين ينقلون من إيران إلى شرق سوريا؟
عدا عن الجيش التركي، لا وجود لأي من قوة قادرة على ردعهم

استجابة إدارة أوباما لداعش في سوريا بالخطابات والاستراتيجيات الورقية الغير مجدية ساعدت على ضمان تلك الآثار السلبية

عندما عرضت كل من السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين قوات برية لمواجهة داعش في شرق سوريا، بحث وزير الدفاع الأمريكي السابق عن مكان للاختباء.

ومن المؤسف أن إدارة ترامب لم ترا انه من المناسب تغيير مسارها في شرق سوريا عندما راجعت “الاستراتيجية” التي ورثتها

فالذبيحة السورية التي يتغذى عليها المتطرفون إلى أجل غير مسمى لن تضر إيران أو الأسد أو حتى روسيا : جميعهم كانوا جيدين مع داعش في سوريا لسنوات، وهم الآن جاهزون لجني ثمار فشل السياسة الأمريكية.

أما بالنسبة للولايات المتحدة وحلفائها الغربيين، فإن السماح للمريض بالوفاة في السعي المفرد ” لإزالة الكلى” سيكون له عواقب وخيمة على مدى عقود قادمة. كما أن الموت للمريض قد لا يكون قابلا للتجنب بعد الآن.

 

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

موقع ووردبريس.كوم. قالب: Baskerville 2 بواسطة Anders Noren.

أعلى ↑

%d مدونون معجبون بهذه: