ابراهيم ع. كان في سوريا طبيبا معارضا محترما، كان من المفترض أن شبيحة الأسد قتلوه. في الواقع ظهر لاحقا وسافر إلى مناطق سيطرة تنظيم داعش حيث تحول هناك لمالك عبيد. هذا ما توصل له بحث قناة SWR
إعلان الموت كان رسميا. في ال12 من كانون الأول 2011 أدان وزير الخارجية الفرنسي مقتل الطبيب السوري ابراهيم ع. ووصفه برجل السلام. كعضو في تنسيقية أطباء دمشق انخرط في معالجة الجرحى بلا تمييز. هذا ما هو منشور حتى اليوم على صفحة الانترنت الخاصة بالوزارة.
في الواقع حصل ابراهيم ع. على شهرة واسعة خلال الاحتجاجات. وصفته تقارير إعلامية بأنه طبيب الثورة. كما نشرت قناة سي إن إن الأمريكية في شهر تموز من عام 2011 تقريرا عنه كأحد مؤسسي تنسيقية أطباء دمشق. ابراهيم ع. قاد مراسلة ميدانية إلى قاعة. قال الطبيب أنه عالج فيها خلال أسبوع واحد 40 جريحا.
بعد نصف عام وفي العاشر من كانون الأول 2011 أعلنت لجان التنسيق المحلية في سوريا وهي تجمع لقرابة 70 مجموعة من النشطاء عن موت الطبيب ابراهيم ع. وكان معروفا أيضا باسم خالد الحكيم. قتل برصاص المخابرات الجوية التابعة لنظام الأسد على الحدود التركية. نُشر حينها مقطع مصور من 51 ثانية أظهر جثة الطبيب ملقاة على الأرض. تم إنشاء صفحة على الفيسبوك إحياءً لذكراه. نشرت قناة السي إن إن حول موته وكتبت مجلة التسايت: “لقد دفع حياته لقاء مشاركته.”
قضية نادين ك.
بعد 11 عاماً ومنذ شهر كانون الثاني 2023 تنظر المحكمة الإقليمية العليا في مدينة كوبلنز في قضية نادين ك. الألمانية العائدة من سوريا وكانت عضواً في تنظيم داعش. وُجهت لها عدة اتهامات منها ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وتقديم مساعدة في الإبادة الجماعية. كانت قد سافرت مع زوجها عام 2014 عبر تركيا إلى مناطق سيطرة تنظيم داعش. اعتبارا من عام 2016 وبحسب اتهامات المدعي العام الاتحادي قامت باحتجاز سبية يزيدية والتي احتفظت بها حتى ربيع عام 2019 عندما خسر تنظيم داعش آخر معاقله في الباغوز.
عمليات اغتصاب وتهديد
الفتاة اليزيدية سافرت من العراق إلى كوبلنز وأدلت لعدة أيام بشهادتها ضد نادين ك. قالت الفتاة في شهادتها عن زوج نادين أنه قام باغتصابها عدة مرات وهددها بأنه سيقتل أهلها لو عثر عليهم لأنهم كفار. بالإضافة لهذا قام الزوجان بتركيب سترة ناسفة على الفتاة. كان ينبغي أن تقوم بتفجيرها في حال تم أسرهم من قبل الكفار. كان الزوج يقوم بضرب زوجته مرارا.
اسم الزوج بحسب لائحة ادعاء المدعي العام هو ابرهيم ع. هل هو بطل المعارضة السورية الذي تحول لاحقا لإرهابي داعشي؟ المدعي العام قال لقناة SWR: بشكل عام لا يمكن التصريح حول أقرباء المتهمين أو حول محيطهم الشخصي. إلا أن دوائر أمنية وأخرى قانونية أكدت لقناتنا أنه الشخص نفسه.
وبحسب ما سبق لم يغب ابراهيم ع. عن أعين الأجهزة الأمنية الألمانية. في محاكمة نادين ك. قال ضابط في الشرطة الجنائية الإقليمية في ولاية راينلاند بفالتس أن وحدته علمت بقضية نادين ك. وابراهيم ع. لأول مرة عام 2019.
تعتقد دوائر مكلفة بالتحقيقات أنه من الممكن أن ابراهيم ع. لم يبحث بشكل مقصود عن تواصل مع تنظيم داعش وإنما أراد العمل كطبيب في الشرق الأوسط. بعد وصوله للعراق تحول لمتطرف. ولكن مدينة الموصل كانت وقت وصوله إليها في قبضة تنظيم داعش. بحسب الدوائر الأمنية فإنه ليس من غير المألوف أن تنضم شخصيات سورية معارضة منذ بداية القتال ضد نظام الأسد لتنظيمات إسلامية إرهابية.
ما هي المعلومات التي توافرت للسلطات؟
القضية تثير أسئلة أخرى. ما المعلومات التي كانت لدى السلطات حول الموت المزيف لابراهيم ع. في سوريا؟ كيف تمكن من السفر إلى فرنسا ومنها إلى ألمانيا؟ هل خدع السلطات؟ المدعي العام رفض التصريح حول بيانات دخوله لألمانيا والوثائق التي استخدمها. وزارة الخارجية الفرنسية لم تجب على سؤال لقناة SWR حول إذا ما كانوا يعلمون بفبركة وفاة ابراهيم ع. لوفاته أو إذا ما كانوا قد ساعدوه في ترتيب هروبه إلى أوروبا.
حتى نهاية عام 2011 كان هناك شكوك حول موته في وسائل إعلام عربية بسبب عدم وجود أي معلومات عن مكان دفنه. إحدى قريبات ابراهيم ع. قالت لقناتنا أنها كانت تشك في عام 2011 في خبر موته ولكنها لم تعتقد أبدا أن الطبيب انضم لتنظيم داعش. العائلة بعيدة كل البعد عن إيديولوجيا التنظيم الإرهابي.
هل تم إخفاء الآثار؟
تشير المعلومات الواردة من إدارة المدينة التي عاش فيها ابراهيم ع. في ولاية شمال الراين إلى إلغاء تسجيله هناك رسميا في شهر تموز عام 2015 مع إشارة لانتقاله إلى السويد. كان هذا في وقت تواجده منذ فترة طويلة في العراق. هل أراد ابراهيم ع. إخفاء آثاره عبر إبلاغ السلطات الألمانية أن السويد هي مكان إقامته الجديد؟
أسئلة لا يمكن للمرء طرحها بكل بساطة على ابراهيم ع. منذ اعتقاله نهاية شهر آذار عام 2019 لا زال موجودا في سجن كردي في ضواحي مدينة الحسكة في شمال شرق سوريا.
اترك تعليقًا