هرب من حركة حماس في قطاع غزة، عمل في ألمانيا كساعي بريد وكان دائما ما يُلفت الانتباه من خلال تعاطيه المخدرات وممارسته للعنف. ماذا نعرف حول من نفذ الهجوم في القطار المحلي يوم 27 كانون الثاني ؟
بدأت القصة مع زجاجة عطر ثمنها 30 يورو. قام إبراهيم أ. بسرقتها من محل في بلدة باد مونسترايفل في ولاية شمال الراين عام 2015. محكمة مدينة أويكيرشن أدانته بغرامة مالية تقدر بأجر 15 يوما من العمل. كانت حادثة قليلة الأهمية أم بداية مسار إجرامي يمكن اليوم وصفه بالمسار التصاعدي حتى وصل إلى حمام دم يثير اليوم تساؤلات كثيرة. تساؤلات حول الجريمة وأحكام قضائية أشد وحول حق اللجوء. كيف يمكن التصرف مع لاجئ فلسطيني يعيش بلا عائلة في بلد غريب ويرتكب دائما جرائم عنيفة في الحبس الاحتياطي، في مأوى اللاجئين وحتى ضد أصدقائه.
بحسب المعلومات المتوفرة حتى الآن سافر إبراهيم أ. يوم الأربعاء في قطار محلي من مدينة كيل باتجاه مدينة هامبورغ. في القطار كان هناك 120 شخصاً. ابراهيم أ. سحب سكيناً قبل الوصول لمحطة بروكشتديت بقليل وبدأ يطعن الركاب. قتل فتاةً بعمر 17 عاماً وشاباً بعمر 19 وأصاب خمسة أشخاص بجروح. عثر المحققون على آثار دماء في خمس عربات من عربات القطار.
نجح ركاب آخرون بإيقافه. في بروكشتديت اعتقلت الشرطة الشاب ذو ال 33 عاماً. تصرف بهدوء. والآن يقبع في الحبس الاحتياطي. المدعي العام يتهمه بالقتل والقتل غير العمد. يلتزم ابراهيم أ. حتى الآن بالصمت، كما يقول محاميه بيورن زيلباخ.
من هو هذا الرجل الذي ترك آثاراً دامية في القطار؟ وهل يمكن أصلاً منع جرائم كهذه؟
قبل وصوله ألمانيا عاش ابراهيم أ. مع عائلته في قطاع غزة وذلك بحسب ملفه في المحكمة. عانى مع أقارب له من إساءة خطيرة للمعاملة من قبل حركة حماس. تعرض ابراهيم لحروق وجروح. قتلت حركة حماس، المصنفة كمنظمة إرهابية في الاتحاد الأوروبي، عمه. توفيت والدته نتيجة لذلك عام 2010 ثم والده عام 2012. لديه ستة إخوة وأخوات يعيشون في قطاع غزة على الأقل حتى العام 2022.
يقول محامي ابراهيم “بيورن زيلباخ” أنه هرب من حركة حماس. في كانون الأول من عام 2014 وصل ألمانيا وتقدم بطلب لجوء. في شهر تموز 2016 تم منحه حق الحماية. إذاً كان يقيم في ألمانيا بشكل قانوني. حتى عام 2020 عاش في بلدو أويكيرشين وضواحيها. عمل بشكل متقطع كساعٍ للبريد لدى شركتي أمازون ودي اتش ال.
تلقى إدانته الأولى عام 2015 لأنه سرق زجاجة عطر. في العام الذي يليه أُدين بتهمة التسبب بجروح جسدية خطيرة وحكم بعام سجن مع وقف التنفيذ. بحسب المحكمة هاجم صديقاً له بأداة حادة بسبب نزاع بينهما. في كانون الأول من عام 2018 ضُبط ابراهيم أ. مع غرام من الكوكائين وتوجب عليه دفع غرامة مالية.
في تموز من عام 2021 انتقل ابراهيم أ. إلى مدينة كيل. هناك لفتت جرائمه نظر المسؤولين في المدينة فتواصلوا بالمكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين “بامف”. في شهر تشرين الثاني عام 2021 بدأ المكتب إجراءات قانونية لسحب حق الحماية منه. وبعد عام تقريبا لم تنته الإجراءات بعد. ولكن حتى لو كان المكتب الاتحادي قرر بسرعة بأن ابراهيم أ. لا يستحق الحماية، ماذا سنفعل مع رجل بلا جنسية؟ بحسب أوساط رسمية فلا توجد فرصة لترحيل فلسطيني بلا جنسية إلى أراضي السلطة الوطنية الفلسطينية.
من المؤكد أن ابراهيم أ. أصبح أيضاً معروفاً في كيل. مشاجرات مع استخدام للسكين وسرقة محلات. بعد 14 كانون الأول من عام 2022 اختفى عن أعين السلطات في ولاية شليسفيغ هولشتاين.
شجار أمام مأوى المشردين
بعد أربعة أيام ظهر في هامبورغ ووقف في طابور أمام مأوى للمشردين. هناك دخل في شجار مع رجل آخر وطعنه في ساعده ويده ورقبته. اعترف ابراهيم أ. بأنه تعاطى الهيروين والكوكائين وشرب الويسكي. حُكم عليه بالسجن لعام وأسبوع. لكنه تقدم بطلب استئناف ولهذا لم يتم إيداعه في السجن وإنما في الحبس الاحتياطي حتى تنتهي إجراءات المحاكمة. ولكن فترة الحبس الاحتياطي امتدت. في سجن بيلفيردر دخل في مشاجرات مع سجناء آخرين وهاجم حراس السجن. ولهذا حصل على رعاية نفسية.
كتبت المحكمة الجزائية في قرارها أن ابراهيم أ. ليس لديه شبكة اجتماعية ترعاه في ألمانيا. لم يتعلم أي مهنة. رأت المحكمة خطراً بنسبة 50 بالمئة بأنه سيرتكب مجدداً جرائم. وأقرت المحكمة بغياب تقييم نفسي ملائم لحالته. ولأن فترة الحبس الاحتياطي طالت جداً، ألغت المحكمة الإقليمية في ال 19 من شهر كانون الثاني مذكرة التوقيف بحقه. خبير نفسي قال قبل إطلاق سراحه أنه لا يرى احتمالاً بأنه قد يسبب ضرراً لنفسه أو للآخرين. وبهذا وجد ابراهيم أ. نفسه في الشارع وحيداً بلا منزل.
انتقد محاميه طريقة سير القرار. قال بيورن زيلباخ: “لقد فوجئت بإطلاق سراح موكلي من الحبس الاحتياطي. كان من الأفضل لو تم تحضيره قبل ذلك.” بعد ستة أيام سافر ابراهيم أ. إلى مدينة كيل. أراد بحسب وزارة الداخلية في الولاية أن يتقدم بطلب للحصول على بطاقة إقامة جديدة. قالت السلطات هناك أنه تصرف بشكل عادي. هناك تم إرساله إلى دائرة تسجيل السكان. ولكن عوضاً عن التوجه إلى هناك صعد في القطار المحلي.
اترك تعليقًا