دأب النظام السوري في السنوات الأخيرة على الالتفاف على العقوبات الأمريكية والأوروبية المفروضة عليه عبر استخدام مؤيديه المقيمين خارج سوريا لتهريب بضائع ومعدات تمنع العقوبات وصولها بالطرق الاعتيادية. يتم هذا غالبا عبر إنشاء شركات وهمية تسهل عمليات الاستيراد عبر بلد ثالث.وكان رجل الأعمال “رامي مخلوف” قد اعترف في سياق نزاعه مع ابن خالته بشار الأسد بأنه كان يقوم بإنشاء هذه الشركات عبر أشخاص غير معروفين ليتم عبرها التحايل على العقوبات.

يعيش في ألمانيا اليوم ما يقرب من 800 ألف سوري يشكلون الجالية الأكبر من السوريين خارج الدول المجاورة لسوريا. بعض هؤلاء يؤيد النظام السوري ويبرر أفعاله ويحاول دعمه بشتى الطرق.
منصة INT حصلت على معلومات تثبت استفادة النظام السوري من الجالية السورية الكبيرة في ألمانيا.
السيد ع.ق. يعيش في ألمانيا على الأقل منذ عام 2017. تظهر تقارير إعلامية بثها إعلام النظام أنه كان حتى هذا العام يعمل كمهندس أجهزة طبية في مشفى الأسد الجامعي في دمشق. وبما أن القانون السوري يمنع على الموظفين مغادرة البلد والإقامة بشكل دائم في الخارج قبل تقدمهم بطلب تسريح، فيمكن القول أن ق. يعيش في ألمانيا منذ عام 2017.
لا تتوفر معلومات عن كيفية دخوله ألمانيا وحصوله على إقامة فيها. لاحقا قام بتأسيس شركة أطلق عليها اسم A&H Medical GmbH تتخصص الشركة بحسب موقعها الالكتروني بالتجارة بالأجهزة الطبية. يعمل ق. عبر شركته على توريد معدات طبية إلى مشاف حكومية وخاصة في سوريا عبر طرق سرية تعتمد على استعمال شركات وهمية أسسها موالون للنظام في دبي أو في لبنان أو حتى مصر. يقوم ق. بإرسال المعدات التي يشتريها من ألمانيا إلى هذه الدول بشكل قانوني. لكن هذه المعدات تنتهي في سوريا.
ق. يزور سوريا باستمرار ويظهر في صور نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي في العاصمة دمشق، كما يظهر أنه يزور دبي بشكل متكرر. في دمشق ساهم ق. في تجهيز مشفى خاص يدعى “المشفى السوري التخصصي”. كما أنه عضو في اتحاد الجمعيات الخيرية في مدينة دمشق وهي جمعية يديرها رجال أعمال موالون للنظام السوري.
مثال آخر على محاولة النظام السوري استغلال شركات وهمية للحصول على استثمارات في مناطقه هي شركة بريميير.
مقر الشركة الرئيسي هو مصر، لكن القائمين عليها يدعون أنها تمثل شركة ألمانية كبيرة ومعروفة. يظهر البروشور الخاص بالشركة أنها باتت تملك ثلاثة أفرع: في ألمانيا، في مصر وفي مدينة حمص في سوريا.

لكن الشركة لا تملك في ألمانيا إلا رقم موبايل خاص. الموقع المفترض للشركة www.premier-oil.com يقود لموقع الكتروني لا علاقة له بالشركة المفترضة، بالاضافة لأن الشركة تملك إيميل على موقع الياهو ولا تملك حتى ايميلا خاصا بها. كما أنه لايوجد للشركة أي سجل في ألمانيا بهذا الاسم. كل هذا يوحي أنها شركة وهمية تستورد معدات وأجهزة من ألمانيا إلى مصر لتقوم بتصديرها فيما بعد إلى مناطق النظام السوري.
تقوم الشركة حاليا بتنفيذ مشروع في منطقة العلمين جنوب مدينة حماة لإنشاء محطة طاقة شمسية. قام محافظ حماة في ال 12 من الشهر الحالي بافتتاح المشروع.


نفذت الشركة بعض المشاريع المحدودة صغيرة الحجم في مصر كما تظهر صور منشورة على مواقع التواصل الاجتماعي، لكن حجم هذه المشاريع لايوحي إلا بأنها شركة صغيرة الحجم تحاول الايحاء بأنها ممثل لشركة ألمانية.
اترك تعليقًا