اللاجئون السوريون في تركيا
أُغلقت كل الأبواب في وجوهنا
المزاج الودي الذي استُقبل به اللاجئون السوريون في بداية الحرب الأهلية تغير الآن. أزمة الكورونا زادت الوضع سوءً.
بقلم كريستيان باتكيرايت, مراسل قناة ARD في اسطنبول.
زقاق جانبي في حي بسيط هادئ في اسطنبول قرب القرن الذهبي. في الشارع يلعب أطفال كرة القدم، أطفال أتراك. وسيم يجلس على عكسهم في المنزل مع أشقائه الأربعة. هم سوريون. وسيم، ذو العشر سنوات، لا يجرؤ على اللعب في الشارع، كما يقول: ” لعبت في الشارع بالسكوتر، لكن جارتنا قالت لي، لو صدمت أحد الأولاد فستقوم بضربي. قالت لي لا تعد إلى هنا مرة أخرى.”
منذ خمسة أشهر تعيش عائلة وسيم هنا. خلال هذه المدة خرج مرتين مع أشقائه. في البداية لم يُسمح لهم بالخروج بسبب الكورونا. لكنهم لاحقا بدؤوا يخافون من المعاملة السيئة من قبل الأطفال الآخرين ومن قبل الجيران. والدهم محمد قلق, يقول: ” لقد فقد الأطفال شعورهم بالأمان. حتى قبل الكورونا, لكن الوضع بعدها أصبح أسوأ بكثير. لديهم خوف ويقولون أنهم لا يريدون الخروج إلى الشارع، فهناك أطفال أتراك.”
المزاج العام تجاه اللاجئين تغير
ثمانون بالمئة من الأتراك في حيهم هم عنصريون, يقول محمد. يقول أرزو كاراجانلار من منظمة الإغاثة Mavikalem، وهي منظمة تعمل مع المنظمة الألمانية للتعاون الدولي، :” لقد تبدل المزاج العام الذي استقبلت به تركيا اللاجئين السوريين منذ بداية الحرب الأهلية. في عام 2015 كان استعداد المجتمع التركي لاستقبال السوريين كضيوف كبيرا. ولكن بعد 2015 أدرك المرء أن الجزء الأكبر من اللاجئين السوريين سيبقون ولن يعودوا. وعند كل مشكلة تظهر ينصب الاستياء على السوريين بشكل متزايد.”
تقول مروى، زوجة محمد، أن الكثيرين يرغبون بمغادرة تركيا إلى أوروبا. هي نفسها ترغب بالعودة إلى سوريا
: ” لو تحسن الوضع في سوريا وسقط الأسد فسأعود بالتأكيد. ولكن الوضع لا يتحسن. بالاضافة لهذا لا يرغب زوجي بالعودة. في أوربا سيتم ترحيلنا. لقد أُغلقت كل الأبواب في وجوهنا.”
كورونا زادت الوضع سوءً
يعيش حتى اليوم وبحسب أرقام حكومية تركية 3,6 مليون لاجئ سوري في تركيا. غالبا تحت ظروف سيئة. وجد الأب محمد عملا في معمل للدراجات النارية، ولكنه عمل غير منتظم. يقول أرزو كاراجانلار من منظمة الإغاثة Mavikalem أن كورونا زادت الوضع سوءً بالنسبة للاجئين: “يعمل اللاجئون غالبا في قطاع الخدمات وغالبا في شركات صغيرة كمحلات الحلاقة، المطاعم والمقاهي. وهذه هي تحديدا الشركات التي أُغلقت بسبب انتشار الجائحة وكانت آخر من سُمح له باستئناف العمل.”
لا تستفيد عائلة محمد ومروى من المبالغ التي تدفعها أوروبا لتركيا وفقا لاتفاقية اللاجئين. وهم بهذا ليسوا استثناءً, كما تقول ناتالي غروبر من منظمة جسور للإغاثة.
العقبات البيروقراطية
العائلة التي تقيم في حي هادئ قرب القرن الذهبي في اسطنبول لا تملك حتى الحق في الوصول لخدمات صحية. يقول محمد شاكيا بأن أطفاله لا يمكنهم دخول المدارس في اسطنبول لأن العائلة مسجلة في مدينة مرسين التي تبعد ألف كيلومتر: ” لا أعتقد أنهم سيتمكنون هذا العام من دخول المدارس. حاولت تسجيلهم ولكنهم طردوهم.”
وعبر إجراءات التعليم عن بعد التي فرضها انتشار فيروس الكورونا تعرض الكثير من أطفال اللاجئين للحرمان من التعليم، فهم لا يتكلمون التركية ولا يملكون أجهزة كمبيوتر.
تقول مروى أن الوضع الاقتصادي وعدوانية الجيران يشكلان الأفق المظلم: ” تنتظر أطفالنا حياة صعبة لو كبروا هنا. بالنسبة لهم سيكون الوضع أصعب مما هو بالنسبة لنا.”
يُخشى أن تكون على حق.
اترك تعليقًا