خاص INT
منذ أكثر من عام تحولت سوريا إلى أحد أكبر مصدري حبوب الكبتاغون عالميا. وعلى الرغم من استمرار ادعاء النظام السوري أن سوريا هي بلد عبور وليست بلد المنشأ, إلا أن ضخامة الكميات المصادرة القادمة من سوريا تثبت بشكل قاطع أن عمليات التصنيع والتغليف والتصدير تتم بحماية جهات نافذة داخل النظام.
في شهر حزيران الماضي صادرت السلطات الإيطالية أكبر شحنة من حبوب الكبتاغون عالميا, تمثلت ب 84 مليون حبة، قادمة من ميناء اللاذقية. أثار ادعاء السلطات الإيطالية مسؤولية تنظيم داعش عن تصنيع وتصدير الشحنة سخرية واسعة. 14 طنا من المواد المخدرة لايمكن أن يتم تصديرها من ميناء اللاذقية بدون تواطؤ وعلم سلطات النظام السوري.
أكثر من 184 مليون حبة خلال عام واحد فقط
لكن الأرقام المتوفرة حول كميات حبوب الكبتاغون المصدرة من سوريا إلى دول عربية وأوروبية تظهر نمو هذه الصناعة بشكل قياسي. من خلال البحث بين تقارير نشرت في دول الجوار بالإضافة للدول الأوربية حول الكميات المصادرة القادمة من سوريا يتبين أن سلطات هذه الدول صادرت أكثر من 184 مليون حبة كبتاغون خلال عام واحد, جميعها قادمة من موانئ أو معابر حدودية سورية. الجدول التالي يبين هذه الكميات بالتفصيل.
صودرت من قبل | عدد الحبوب المصادرة | تاريخ المصادرة |
السلطات اليونانية, الشحنة كانت قادمة من ميناء طرطوس. | 33.3 مليون | حزيران 2019 |
السلطات الأردنية والسورية داخل سوريا | 4 مليون | آب 2019 |
السلطات الأردنية | 270 ألف | تشرين الثاني 2019 |
السلطات السورية داخل سوريا | 1.6 مليون | كانون الأول 2020 |
السلطات السورية داخل سوريا | 3 مليون | شباط 2020 |
السلطات الإماراتية, الشحنة كانت قادمة من ميناء اللاذقية | 35.3 مليون | شباط 2020 |
السلطات السورية داخل سوريا | 1.5 مليون | نيسان 2020 |
السلطات السعودية | 19.2 مليون | نيسان 2020 |
السلطات الإيطالية, الشحنة كانت قادمة من ميناء اللاذقية | 84 مليون | حزيران 2020 |
بحسب مكتب الأمم المتحدة الخاص بالجريمة والمخدرات UNODC تُباع حبوب الكبتاغون بأسعار متفاوتة بين الدول التي تُعتبر هدفا لشبكات تهريب المخدرات. ففي لبنان مثلا تباع الحبة الواحدة ب 15 دولار، في تركيا 14 دولار، في السعودية 24 دولار، في الإمارات 10.5 دولار. إلا أن السلطات المحلية تقدر عادة القيمة السوقية الشحنات المصادرة بأسعار أعلى . فعلى سبيل المثال قدرت السلطات الإماراتية قيمة 35.5 مليون حبة كبتاغون ب 1.8 مليار درهم, أي ما يُعادل 490 ألف دولار أمريكي، أي أن سعر الحبة قدر ب 14 دولار تقريبا.
بناء على تقديرات الأمم المتحدة يمكن اعتماد سعر 16 دولار للحبة الواحدة كسعر وسطي، مما يعني أن الكمية المصادرة خلال عام تبلغ قيمتها السوقية 2.9 مليار دولار أمريكي. تُقرّ أغلب المنظمات الدولية أن ما يتم كشفه ومصادرته عبر السلطات المحلية لا يتجاوز عشرة بالمئة من الكمية الفعلية التي يتم إنتاجها وتهريبها لتنتهي بين أيدي المستهلكين حول العالم. وهذا يضعنا أمام رقم هائل لكمية الحبوب المنتجة داخل سوريا. فعندما يتم مصادرة 184 مليون حبة خلال عام، فهذا يعني أن الإنتاج الفعلي قد يصل ل 1.8 مليار حبة كبتاغون في العام الواحد, بمعدل خمسة ملايين حبة يوميا, قيمتها السوقية تصل ل 29 مليار دولار أمريكي في العام الواحد.
تدعي سلطات النظام السوري مصادرة كميات كبيرة من حبوب الكبتاغون من فترة لأخرى. إلا أن المصادرات تتم على الطرق البرية بين المحافظات، في حين تبقى الموانئ, التي تخرج منها كميات هائلة للتصدير بعيدة عن الرقابة الحكومية. إن ضخامة الكميات التي تصدر من مينائي طرطوس واللاذقية تُظهر بوضوح أن شبكات التهريب تعمل بحرية بعيدا عن أي رقابة، حيث تم كشف كل الشحنات التي صُدرت من هناك عبر دول الجوار أو دول عربية أو أوروبية.
تحويل سوريا إلى مصنع كبيرة لحبوب الكبتاغون بهدف إغراق دول الجوار والدول الأوروبية بالمخدرات هي آخر جرائم نظام بشار الأسد وحلفائه من مليشيا حزب الله اللبنانية. قد لا يكون الهدف خلف هذا اقتصاديا بحتا وإنما قد يحمل أيضا أبعادا سياسية تقوم على ابتزاز المجتمع الدولي. إذا أردتم أن تحاصرونا فسنصدر لكم الكثير من المشاكل، قد تكون هذه هي الرسالة التي يريد بشار الأسد إرسالها إلى المجتمع الدولي عبر تقمصه دور “بابلو إسكوبار” السوري.
اترك تعليقًا