إصدار كتاب ماري ترامب “كثير جداً ولايكفي أبداً” الذي انتظره الكثيرون
تصف ماري ترامب، ابنة شقيق ترامب في كتاب مفصل كان مُنتظراً منذ وقت طويل، الرئيس ترامب بأنه “طفل في جسد بالغ”، شخص محطم نفسياً من قبل والده المُعتل اجتماعياً. شخص طور لنفسه أشكالا من الخوف وانعدام الثقة كقناع يخفي إحساسه بعدم الاستقرار.
“كثير جدا ولايكفي أبدا”: كيف خلقت عائلتي أخطر رجل في العالم، من تأليف ماري ل. ترامب، يقدم صورة عن الرئيس المعروف لقراء كتب أخرى كنرجسي وقائد بمحض الصدفة.
ولكن السيدة ترامب، وهي طبيبة نفسية سريرية، تقدم صورة قاتمة بشكل خاص عن والد السيد ترمب وجدها: فريد ترامب الأب.
“منذ البداية، شوهت أنانية فريد ترامب أولوياته” تكتب السيدة ترامب. “عنايته بأولاده كانت انعكاساً لرغباته، وليس لرغباتهم. الحب لم يعن له شيئا، لم يستطع التعاطف مع محنتهم، تلك كانت إحدى أهم ملامح مرضه الاجتماعي، كان يتوقع الطاعة فقط”.
فريد ترامب الأب أراد من ابنه الأكبر، فريد ترامب الإبن (والد ماري)، أن يكون “قاتلا”، نوع رفيع من الثناء الذي استخدمه الرئيس نفسه لوصف الأشخاص الذين يحترمهم. فريد ترامب الأب ساعد على تأسيس منافسة بين ابنه الأكبر (فريد ترامب الإبن) والرئيس المستقبلي، استمر لعقود، حتى تمكن دونالد ترمب من الانتصار وتوفي والدها كمدمن كحول بعمر 42 عاما.
“جو الانقسام الذي خلقه جدي في عائلة ترامب هو الماء الذي اعتاد دونالد ترمب على السباحة فيه، استمر بالاستفادة من الانقسام اكثر من غيره”، كتبت السيدة ترامب.
حصلت نيويورك تايمز على نسخة من الكتاب “كثير جداً ولايكفي أبدًا”، المقرر أن يتم إطلاقه الثلاثاء القادم من قبل دار نشر “سايمون و شوستر”، بعد أن حكم قاض في مدينة نيويورك أن دار النشر غير ملزم باتفاقية السرية التي وقعتها السيدة ترامب كجزء من المعركة القضائية على ثروة جدها.
شقيق الرئيس، روبرت ترامب، لجأ للمحكمة في محاولة لمنع نشر الكتاب لأسباب تتعلق بخرق ابنة شقيقه للاتفاق عبر تأليفها للكتاب. جلسة استماع أمام المحكمة مخصصة يوم الجمعة لمعرفة إذا ما كان اتفاق السرية ينطبق على السيدة ترامب، ولكن دار النشر “سايمون و شوستر” قامت مسبقاً بشحن آلاف النسخ من الكتاب، جاعلة من الاتفاق موضع خلاف.
ومما كشفه كتاب السيدة ترامب هو ادعاؤها أن دونالد ترامب دفع لأحدهم ليقوم بامتحان القبول للجامعة بدلاً عنه. “كان تمرير هذا الأمر سهلا للغاية قبل ظهور بطاقات التعريف مع صور والسجلات المحفوظة إلكترونيا”، كتبت السيدة ترمب. “دفع دونالد لصديقه بشكل جيد، فلم يكن المال ينقصه أبداً”.
السيدة ترامب تقول أن سبب التزوير المزعوم كان مساعدة دونالد ترامب على الحصول على قبول في كلية وارتون للأعمال في جامعة بنسلفانيا كتلميذ، وهو ما حققه السيد ترامب أخيرا بعد حضوره محاضرات في جامعة فوردهام.
حجم المساعدة التي قدمها ذلك الصديق غير معروف. السجلات الجامعية لترمب لم تُنشر على الإطلاق. في شهر شباط عام 2019 شهد المحامي الشخصي الأسبق لترمب، مايكل كوهين، بأن السيد ترامب طلب منه التهديد بمقاضاة تلك المعاهد وإدارة الجامعة فيما لو تم نشر معلومات عن أدائه في الجامعة.
السيدة ترامب تصف أيضاً كيف ذهب عمها إلى السينما لمشاهد فيلم في الليلة التي دخل والدها المشفى بسبب ما تبيّن لاحقا أنها جلطة قلبية قاتلة. تصف جدها بالشخص البخيل سيء السمعة، وهي صفة كان عمها وزوجته الأولى، إيفانا، يحملانها أيضا عندما كان الأمر يتعلق بهدايا الإجازات. السيدة ترامب تتذكر أنهما قدما لها مرة مجموعة من السراويل الداخلية والخبز المحمص ومجموعة أطباق مخصصة للكافيار لكنها خالية من الكافيار.
كما عرّفت عن نفسها كمصدر في تحقيق أجرته مجلة تايم عام 2018 حول ثروة السيد ترامب.
لم يرد محام لعائلة ترامب، يدعى تشارلز هاردر، على إيميل بهدف الحصول على تعليق منه. سارة ماثيوز، متحدثة باسم البيت الأبيض، قالت أن الكتاب صدر لتحقيق منافع مالية للسيدة ترامب. “الرئيس ترمب يعمل في منصبه منذ ثلاث سنوات في خدمة الشعب الأمريكي، لماذا تتحدث الآن علنا؟” أضافت. “الرئيس يصف العلاقة التي كانت بينه وبين والدها بالحميمة وقال أن والده كان جيداً جداً معه. قال أن والده كان مُحبّاً ولم يكن قاسيا معه كطفل على الإطلاق. كما أن ادعاءات تزوير امتحان القبول الجامعي هي مزورة تماماً”.
فريد ترامب الأب، كما تكتب السيدة ترامب، لم يكن مهتماً بدفع الضرائب و حاول تصوير الأمور بشكل إيجابي بغض النظر عن الواقع، على الرغم من الملاحظات الجارحة لأولاده. ماري ترامب، والدة الرئيس، عانت من مشاكل صحية وكانت مريضة على الدوام.
وصفت عمها ترامب بأنه نَسخ وحشية والده بتطوير “دفاعات قوية ولكن بدائية، تتميز بزيادة العدائية ضد الآخرين وبلا مبالاة ظاهرية تجاه غياب أمه وإهمال والده”.
يتضمن هذا التظاهر وكأنه لا يملك مشاعر أو احتياجات واستبدالها بـ “التظلم ومجموعة من السلوكيات تتمثل بالتنمر، إظهار قلة الاحترام والعدائية، والتي أصبحت جميعها تمثل مشاكل له مع الوقت”.
وبينما تصف السيدة ترامب العديد من الجوانب في شخصية الرئيس، فهي تروي باستمرار أكثر مما تُظهر. تقدم ادعاءات كاسحة عن حلقات من حياته لم تكن حتى على اضطلاع مباشر بها، كطريقة تعامل جون كيلي، كبير موظفي البيت الأبيض السابق، مع ترمب في البيت الأبيض.
يبدأ كتاب السيدة ترمب بزيارتها الوحيدة للبيت الأبيض في شهر نيسان عام 2017 لحضور حفلة عيد ميلاد لعماتها، ماريان ترامب باري واليزابيث ترامب غراو. تصف مشهدا سوريالياً لوصولها في المكتب البيضاوي لتجد عمها السيد ترامب جالسا خلف مكتب ريزولوت مُحاطا بالمسؤولين كنائب الرئيس مايك بينس وعضو الكونغرس بول رايان.
تكتب أن المشهد كان مستفزاً لأنه يذكرها بالطريقة التي كان جدها معتادا فيها على استقبال الزوار عبر جعلهم يقفون أمام طاولته.
ولكن في روايتها كانت تلك إحدى اللحظات القليلة التي قضت فيها وقتا بقرب عمها بعد النزاع القضائي العنيف حول وصية فريد ترمب الأب، التي استثنتها مع شقيقها من الحصول على أي شي من أملاك جدها. وصفت أيضا مشاهداتها المباشرة لدونالد ترامب مع أطفاله مع اقترابهم من الوصول لسن البلوغ.
السيدة ترامب كتبت أيضا حول محادثات جرت بينها وبين عمتها ماريان، وهي قاضية فيدرالية متقاعدة وشقيقة الرئيس الكُبرى. قالت عن ترامب أثناء حملته للوصول لمنصب الرئاسة عام 2016 بأنه “مهرج” وكانت مصدومة لأنه تحدث مع مراسلين عن صراع شقيقه فريد ترامب الإبن مع الإدمان على الكحول، على الرغم من حالة العداء بينه وبين شقيقه. “إنه يستخدم ذكرى والدك لأهداف سياسية.” قالت ماريان، “وهذه خطيئة، وخاصة أن فريدي كان يجب أن يكون نجم العائلة” كتبت السيدة ترامب.
تتذكر السيدة ترامب أن عمها كان يعاني من مشكلة في الانضباط، فقد تعود على شعور أنه يستطيع أن ينجو بلا أي عواقب. كان كسولاً يرفض أن يرتب أشياءه مهما هددته أمه.
بالنسبة للسيدة ترامب فعمها لازال هذا الطفل الباحث عن اهتمام. تكتب: “شعوره العميق بعدم الاستقرار خلق ثقباً أسوداً داخله بحاجة دائمة لضوء من المديح الذي يختفي على الفور بعد أن يمتصه ترامب”.
بموت في الاضواء والشهرة ولفت الانتباه
إعجابإعجاب