عائلة مكونة من 22 فردا مع 130 رأس من الماعز ومشاكل بلا نهاية مع السلطات

وسط منطقة رانديغ الألمانية تخطط عائلة سورية لبناء مصنع للجبنة. ولكن عدة دوائر حكومية تدخلت على الفور. في أرض نُزُل “آدلر” الريفي يجب التخلص من 200 لتر من حليب الماعز يوميا.

يغلي الشاي الأسود في إبريق معدني فوق النار. في الأفق تمتد التلال في منطقة هيغاو بتدرج لوني أخضر و بينها مروج ترعى فيها الأغنام، عددها الآن 130. و هنا بدأت المشاكل ليزيد العبادة.

الرجل النحيل ذو اللحية السوداء ينحدر من سوريا. استأجر النُزُل الريفي المسمى “آدلر” في رانديغ في شهر كانون الأول 2019 ويعيش اليوم هنا مع أقاربه. معا يربون الحيوانات التي ترعى خلف المبنى. من غير المعروف كم سيستمر هذا الوضع, فالعائلة الكبيرة المؤلفة من 22 فرد بدأ المال ينفذ لديها.

خمسون يورو في الأسبوع تكلف رعاية الماعز والأكباش، يقول العبادة مضيفا: “لو استمر الوضع على ماهو عليه فلن أتمكن من إطعام الحيوانات إلا لأسابيع قليلة.”

13

الأمر مؤسف، فكل رأس ماعز لديه يُنتج يوميا 3 لترات من الحليب. الأدوات الحديثة التي تصنع جبنة من هذا الحليب جاهزة منذ أسابيع في المبنى الرئيسي للنُزُل. “ولكن تنقصنا موافقة السلطات” يقول العبادة, “لا يُسمح لنا بالبدء بالإنتاج.”

متابعة تقليد العائلة

و لنفهم هذا الوضع يجب أن نعرف كامل القصة. بداية القصة في شمال شرق سوريا عند الحدود العراقية وقبل ثلاثة قرون. منذ ذلك الوقت تربي عائلته الغنم والماعز, كما يقول يزيد العبادة ويضيف بفخر: حينها كنا نملك مابين 3000 الى 4000 من هذه الحيوانات. “جبنة الماعز السورية معروفة في العالم العربي و في غيره كجبنة فاخرة المذاق.”، يقول خالد خلف. هو أيضا سوري ينحدر من مدينة حلب، درس في مدينة أوديني الايطالية الهندسة بتخصص تقنية الحليب. تعرّف خلف على العبادة عبر الانترنت. وعندما قرر الرجلان العمل معا، انتقل خلف مع عائلته إلى منطقة هيغاو.

133

الطلب موجود

السبب المحرك كانت الإمكانية التي رآها في فكرة المشروع. “الطلب موجود وليس فقط بين السوريين الذي يعيشون في ألمانيا”، يضيف خلف جازما بإمكانية التصدير إلى بلدان أخرى أيضا كالسعودية وقطر.

هذه هي الخطة حتى الآن ومن أجلها أنفق السوريان بحسب ما قالاه ما يزيد عن 45 ألف يورو، قسم منها تمت استدانته من الأصدقاء والأقارب. ولكن مالم يحسبوا له حسابا كانت الإجراءات البيروقراطية. حتى ممثل صاحب نُزُل آدلر “جورج فينغيرت” أظهر دهشته من هذه الإجراءات.

1333

“منذ أن انتقلت العائلة مع الماعز إلى هنا, بدأ موظفو الإدارات الحكومية بالتوافد إلى نُزُل آدلر. موظفون من إدارة التفتيش على الأعمال التجارية, من إدارة الحفاظ على المواقع الأثرية، إدارة الحماية من الحريق، إدارة تراخيص البناء، إدارة تنظيف المداخن و بلدية منطقة غوتمادينغن. يقول فينغيرت: “كل منهم يقوم بتعطيل أمر ما.”

مُجبرون على الانتظار

قبل وقت قصير قامت العائلة بتركيب بلاط غالي الثمن في قسمي التبريد و اشترت أجهزة تبريد. “أصبح كل شيء جاهزا للبدء بالإنتاج ولكن إدارة الفحص الفني الألماني رفضت الترخيص بمد خط للغاز بطلب من المجلس المحلي للمنطقة، هناك دائما مطالب جديدة.” يرى فينغيرت أن مشروع معمل الجبنة هو مثال لعملية الاندماج, مع هذا يتم عمدا وضع عوائق في طريق المشروع. “أتمنى لو تُمنح العائلة المزيد من الوقت.”

 

13333

عُمدة غوتمادينغن “ميشائيل كلينغر” يقول: “أشعر بالحزن على السوريين فمشروعهما جيد فعلا.” ولكن من وجهة نظر كلينغر فإن النُزُل المتقادم غير مؤهل في وضعه الحالي ليكون معملا للجبنة.” يرفض كلينغر اتهام الهيئات الحكومية بامتلاك نوايا شريرة ويقول: “السيد فينغيرت يتهم الهيئات الحكومية بمعاداة الأجانب وهذا لايمكن قبوله. فمعاداة الأجانب تكون عندما يتم معاملة شخص ما بطريقة مختلفة بناء على أصله. هذا التوصيف لا ينطبق على الوضع هنا.”

القوانين نفسها للجميع

يضيف عمدة غوتمادينغن “كلينغر”: ” كل من يريد أن يبدأ بالبناء بحاجة لترخيص بناء, سواء أكان سوريا أو من أبناء المنطقة. يأمل كلينغر أن يُساعد السيد فينغيرت العائلة في التقديم على التراخيص اللازمة, ففي النهاية لايمكن إنجاز التغييرات في المبنى بلا مساعدة المالك الأصلي.

الوقت المتبقي قليل. فخالد خلف ويزيد العنادة مجبران الآن على التخلص من 200 لتر من الحليب يوميا. والأسواء بالنسبة للاثنين سيكون لو وجدا نفسيهما مضطرين إلى التخلي نهائيا عن حلمهما ببناء مصنع جبنة في رانديغ.

إدارة منطقة كونستانتس أجابت خطيا على تساؤلات صحيفة زودكوريير:

سؤال: في السابق تم استخدام نُزُل آدلر لأغراض زراعية، ما أوجه الاعتراض اليوم؟

جواب: إسكان عدد كبيرمن الأشخاص وإنتاج حليب الأغنام لأهداف تجارية بالإضافية لتربية عدد كبير من الأغنام يتطلب ترخيصا خاصا. الأمر هنا مختلف تماما عن الاستخدام القديم للنُزُل كمطعم, حيث لا تتوافر المتطلبات القانونية للاستخدام الجديد. ولهذا فالهدف من تقديم طلب فحص البناء هو فحص تطابق الاستخدام الجديد للمبنى مع معايير بنائه.

سؤال: هل تخالف إدارة المنطقة واجبها تجاه عائلة اللاجئين، عندما تمنعها من بناء مشروع يؤمن معيشتها؟

الإدارة تطبق واجبها القانوني و تفحص إمكانية تغيير استعمال المبنى. التعامل يتم هنا مع صاحبة المبنى و ليس مع عائلة اللاجئين. لا علاقة للإدارة برفض صاحبة المبنى حتى الآن إرسال الأوراق اللازمة للترخيص.

سؤال: هل يمكن التفكير بالسماح لعائلة العبادة بالبدء بالإنتاج ومن ثم تقوم العائلة بالالتزام شيئا فشيئا بالمعاييرالحكومية؟

في البداية يجب أن يتم توضيح نقطة تغيير استخدام المبنى بناء على رخصة البناء. بعدها يتم اتخاذ قرار حول المتطلبات الأُخرى. بالإضافة لهذا يجب على صاحبة المبنى أن تقدم كل الأوراق اللازمة للترخيص الجديد. صاحبة المبنى مرتبطة مع العائلة بعقد الايجار ولهذا هي ملزمة بالحصول على الرخصة. لو كانت صاحبة المبنى مهتمة بدعم العائلة حقا فعليها تسليم الأوراق المطلوبة بأسرع وقت ممكن و الاتفاق لاحقا مع المُستأجر على التكاليف. ولكن هذا لا يعني ان عليها تحمل المخاطرة المالية عن العائلة.

سؤال: هل الإدارة مستعدة لمنح العائلة مسكنا أكثر ملائمة من هذا؟

إدارة منطقة كونستانتس لم تمنع العائلة من استعمال المبنى حاليا، ولهذا لا يجب عليهم البحث عن مسكن جديد.

المصدر

 

 

 

 

 

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

موقع ووردبريس.كوم. قالب: Baskerville 2 بواسطة Anders Noren.

أعلى ↑

%d مدونون معجبون بهذه: