قبل 72 عاما نجا عشرات آلاف البشر من حرب دموية و ذلك عبر عبور جزر بحر ايجة. كان هدف المهاجرين الاوربيين حينها: مخيم للاجئين قرب مدينة حلب السورية.
الهرب عبر البحر المتوسط. في بداية عام 1941 احتل الجيش الالماني خلال حملته في البلقان كلا من يوغسلافيا و اليونان. و بدعم من قوات ايطالية و بلغارية أنشأ الالمان هناك نظام احتلال وحشي. حتى في ذلك الوقت كان البحر المتوسط عائقا كبيرا امام اللاجئين. هرب عشرات الآلاف على متن سفن لصيد السمك او سفن كهذه باتجاه تركيا او شمال افريقيا.
في اتجاه معاكس: كما يحصل اليوم كان احد اهم طرق اللجوء بين جزر بحر ايجة اليونانية و البر التركي. القوارب حملت لاجئين من بولونيا و يوغسلافيا و اليونان ممن حاولوا الهرب من حرب دموية, الفرق فقط في اتجاه السفر.
يتابعون الطريق بالقطار: نقلت القطارات اللاجئين الاوربيين من مدينة شيشمي التركية باتجاه حلب. الف شخص كانوا يصلون تقريبا في الشهر الى محطة قطارات حلب. كانت شاحنات تقودهم الى مخيمين أنشأتهما المخابرات الحربية البريطانية خارج المدينة.
مخيم النصيرات: الاقامة في المخيم المؤقت الصغير دامت عدة ايام بالنسبة لاغلب اللاجئين. بالنسبة لمن لم يتم فرزهم على الجبهة لصالح الجيش اليوناني, فقد تم ارسالهم الى الجنوب. من بين تلك الاماكن مكان لا زال حتى اليوم مخيما للاجئين. انه مخيم النصيرات الفلسطيني. في ذلك الوقت استقبل المخيم الذي أنشأه الجيش الاسترالي جينها و الواقع في قطاع غزة اليوم اكثر من 100 ألف لاجئ اوربي.
لا شيء الا الرمال: بالاتجاه شمالا و قرب مدينة الاسكندرية المصرية يقع مخيم طلمبات الذي استقبل أمهات و أطفالا. في مذكرة رفعتها الممرضة الامريكية مارغريت غ. أرنستاين الى إدارة الأمم المتحدة للإغاثة والتأهيل في الثامن من شهر ايار سنة 1945 , تحدثت الممرضة عن أطفال مصابون بالجفاف وعن منطقة لا شيء فيها الا الرمال.
دخول دمشق: سبب قدرة البريطانيين على انشاء مخيمات للاجئين في سوريا كان قد تحقق قبل ثلاث سنوات. بعد هزيمة فرنسا في الحرب العالمية الثانية دخلت قوات من الجيش الملكي البريطاني في شهر حزيران 1941 الى دمشق و حلت محل نظام فيشي الفرنسي كنظام احتلال في سوريا.
مساعدة دولية للاجئين: نظمت إدارة التأهيل و الإغاثة في الشرق الاوسط البريطانية جهود استقبال ونقل اللاجئين. في التاسع من شهر تشرين الثاني 1943 اقر ممثلو 44 دولة تشكيل ورشة عمل دولية لمساعدة اللاجئين: إدارة الأمم المتحدة للإغاثة والتأهيل. هنا نرى لقاء في لندن في السابع من اب 1945 في لندن
اتفاقية لاجئين: وفقا لاتفاقية تقرر ان يبقى لاجئون معظمهم يونانيون في المنطقة التي تسيطر عليها القوات البريطانية كما هنا في دمشق. وعد الجيش البريطاني تركيا باستقبال كل اللاجئين الذين وصلوا الى اراضيها.
دروس التاريخ في المنفى: و لكن توثيق الممرضة أرنستاين تشهد ايضا على جهود من قبل عمال الاغاثة لتوفير قدر من الحياة الطبيعية للاطفال. هنا يشرح المعلم اليوغسلافي جوزف راديتش لاطفال اللاجئين بمساعدة خريطة مرسومة باليد جغرافيا موطنهم الاصلي في دالماسيا.
مساعِدة و مؤرخة: ممرضات مثل ارنستاين لم تكن فقط مسؤولات عن العناية الطبية في المخيمات حيث تواجد بالكاد اطباء هناك. عن طريقهن تم توثيق جزء كبير من احداث ذلك الزمن
الشط, أكبر مخيم للاجئين في الشرق الاوسط: 20 الف انسان تقريبا سكنوا في المخيم شرق قناة السويس. هناك بُذلت ايضا جهود لمتابعة التعليم المهني للرجال, كما يظهر هنا في مشغل للأحذية خاص باللاجئين
مدارس: كان يبدو أن أغلب مخيمات الشعب الاوسط تحوي على مدارس. في مخيم حلب كان صف مؤلف من 20 الى 30 تلميذ يجتمع كل يوم. في مدرسة موزيس ويلس في مخيم اللاجئين على البحر الاحمر تمكن 600 تلميذ من تلقي الدروس, دروس صباحية و مسائية, ستة أيام في الاسبوع.
مستلزمات المدرسة و الثياب و الالعاب كانت تأتي من الصليب الاحمر. في تقارير إدارة التأهيل و الإغاثة في الشرق الاوسط البريطانية تجد اشارات الى ثقافة الترحيب باللاجئين يوميا: ففي مصر تبرعت مدارس محلية بلوازم الدراسة و بالعاب للمهاجرين الاوربيين.
النساء اللاتي غسلن الملابس في مخيم الشط: كانت بعض التقارير ناقدة لسلوك اللاجئين الاوربيين الذي كان ينقصه الشعور بالمسؤولية الاجتماعية. كان الأوربيون لا يهتمون الا قليلا بالنظافة الشخصية.
العودة الى اوربا: عندما انسحب الجيش الالماني من اليونان عام 1944 تمكن الكثير من لاجئ الشرق الاوسط الاوربيين من العودة الى موطنهم. بسفينة كهذه عاد 500 شخص ممن عاشوا في مخيم موزيس ويلس في مصر.
الكثير من العائدين قضوا ثلاث سنوات في مخيم صحراوي في الشرق الاوسط كهؤلاء السكان من جزيرة ساموس في بحر ايجة. بعد عودتهم الى الوطن وجدوا اطلالا. انتهت حياة اللجوء و لكن حياة العوز لم تنته.
استمرت إدارة الأمم المتحدة للإغاثة والتأهيل بتقديم المساعدة. بدلا من مساعدة اللاجئين في مخيمات في الشرق الاوسط بدأت المنظمة الدولية بمساعدتهم في مخيمات في القارة الاوربية. كما حصل هنا عند تسليم بتوزيع 3000 طن من القمح في 24 ايار 1946 في ميناء كالاباكا اليوناني.
بعد أشهر قليلة اصبحت منظمة إدارة الأمم المتحدة للإغاثة والتأهيل من التاريخ و لكن مساعدة اللاجئين استمرت. في ال 31 من شهر كانون الاول 1946 تم استبدالها بمنظمة اللاجئين الدولية. المنظمة التي خلفت هذه المنظمة تلعب حتى اليوم دورا مهما في قصة اللجوء الاوربية الشرق اوسطية. انها المفوضية السامية للامم المتحدة لشؤون اللاجئين UNHCR
اترك تعليقًا