ماهر، وهو لاجئ سوري يبلغ من العمر ١٧ عاماً، تحدث ببلاغة عن رحلته التي لا يمكن تصورها.
أن تقرأ عن اللاجئين السوريين شيء وأن يقدم لك لاجئاً سورياً البيتزا والبيرة في مطعم، وهو يروي قصته لك هذا شيء آخر.
بعد تناول الطعام، تحدثت للنادل عن رحلتنا. وأخبرته عن كل الأنجازات التي قمنا بها في أوسلو وهولندا.. رفع حاجبه وابتسم. وقال ” انها رحلة بالفعل ”
أعجبت برزانة هذا الشاب وشخصيته وأثنيت على لغته الإنجليزية.
“هل تعتقد أنني من هولندا؟” سأل الشاب السوري “لا” أجبت. ” لكن من أين؟”
قال ماهر انه هرب مؤخراً من وطنه سوريا لتجنب الحرب الاهلية في والخدمة في جيش بشار الاسد.
وقال “لم أستطع القيام بذلك”، لذلك مشيت ١٠ أيام للوصول الى تركيا “.
تابع الشاب يتحدث عن قصة لجوئه المشابهة لقصص الألاف من السوريين ورحليه من اليونان إلى أوربا مروراً بمخيمات اللاجئين.
ثم ابتسم. وقال انه يحتاج لاجتياز اختبار اللغة في غضون ثلاث سنوات قبل أن يتمكن من الحصول على تصريح إقامة طويل الأجل في هولندا. اللغة الهولندية ليست سهلة، ولكن مستقبله يتعلق على قدرته على تعلمها بشكل جيد.
كنت أعرف على الفور أن ماهر كان له معلمتان لغة شقراوان جميلتان تعملان معه وراء البار
في وقت سابق، استمعنا للشاب السوري باللغة الإنجليزية، ومع جاذبيته وحكمته يتكلم عن الحب والرومانسية والعلاقات. وقال إن أوراق اعتماد خبرته الحياتية جاءت من عملية نضج متسارعة بسبب الظروف القاسية لرحلته من وطنه.
يبدو أن شخصية ماهر الساحرة وأسلوبه لا يقاوم لدى الفتيات الهولنديات . وقد تأكدت من هذا عندما لاحظت اثنين من عضات الحب الكبيرة على جانبي رقبة ماهر.
قد عانى هذا اللاجئ الصلب من المشقة والاضطرابات في حياته الشابة، ولكن من الواضح أن السكان المحليين أحتضنوه بقدر كبير من المودة. وعضات الحب على رقبته من الجميلات الهولنديات ما هي إلا بطانة فضية لغيمة مظلمة عاش بها هذا الشاب
فجأة أدركت عدم أهمية التجارب والصعوبات التي واجهتها في جميع أنحاء أوروبا في رحلتي هذه لأنها كانت اختياري أما بالنسبة إلى ماهر، كان الخيار هو الحرب أو اللجوء ، مما أدى إلى رحلة أبعد مما يمكن لمعظمنا أن يتخيله.
Independent News Team 
اترك تعليقًا