كنت على خشبة المسرح في نهاية يوم طويل جدا عندما بدأ التصفير ومقاطعتي.
كنت ألقي كلمة في مؤتمر دولي للمرأة حول كيف أني في وقت سابق من ذلك اليوم، وقفت في مجلس الأمن الدولي لإدانة سوريا بسبب هجوم الأسلحة الكيميائية التي تسببت بوضع صورالأطفال القتلى الفظيعة على الصفحات الأولى من الصحف العالمية. كنت على وشك الوصول في كلمتي إلى الجزء الذي أتكلم فيه عن كيفية تصرف الولايات المتحدة لوقف الهجمات الكيميائية في المستقبل
عندها صاح أحد الأشخاص في الجمهور: ” ماذا عن اللاجئين؟ ”
المقاطعة كانت وقحة، ولكن السؤال كان مشروعاً. لقد أوجدت الحرب السورية واحدة من أكبر أزمات اللاجئين في عصرنا، حيث قتل أو أجبر على الفرار من ديارهم ١٢ مليون من الرجال والنساء والأطفال السوريين أي نصف السكان قبل الحرب.
ما يحدث في سوريا والدول المجاورة لها هو أزمة إنسانية حقيقية. ولكن لأولئك الذين يتهمون الولايات المتحدة عدم امتلاكها القلب في مواجهة هذه الأزمة هو اتهام خاطئ .
لم يستثمر أي بلد آخر أكثر في حماية اللاجئين السوريين وإيوائهم وتغذيتهم ورعايتهم من الولايات المتحدة. لقد قدمنا ما يقرب من ٧ مليار دولار كمساعدات طارئة لسوريا منذ بداية الأزمة.
داخل سوريا، يستفيد حوالي أربعة ملايين شخص من المساعدات الأمريكية من أجل توفير المواد الأساسية مثل الغذاء والمأوى كل شهر.
في الأيام المقبلة، سأسافر إلى دولتين مجاورتين قامتا بخدمة رائعة في استقبال اللاجئين السوريين: الأردن وتركيا. والغرض من زيارتي هو أن نرى بشكل مباشر الأشياء التي لا يمكن أن تنقلها تماما التقارير الإخبارية والإحاطات الرسمية وهي: كيف يتكيف اللاجئون، يوما بعد يوم.
سوف أتحدث مع قادة الحكومة حول كيفية عمل البرامج الأمريكية لمساعدة النازحين بسبب العنف في سوريا والمجتمعات التي تستضيفهم.
في كلا البلدين، سوف أذهب إلى مخيمات اللاجئين، وبعضها يشكل مدن كبيرة مع المدارس والمحلات التجارية وشبكات المياه والمرافق الطبية. حيث يزوج الأزواج في هذه المخيمات، ويولد الأطفال، ويبدأ أصحاب المشاريع التجارية مشاريعهم
سوف أزور عائلات اللاجئين المشاركة في البرنامج الغذائي المبتكر بتمويل من الولايات المتحدة حيث يتم إعطاء العائلات بطاقات دفع إلكترونية للتسوق في المتاجر في المخيمات. هذا البرنامج يسمح للاجئين وبكرامة القدرة على شراء وطهي طعام من اختيارهم بدلاً من المواد الغذائية المتبرع بها.
سأرى أيضا جهود الأمم المتحدة المباشرة لشحن المساعدات الإنسانية من الأردن وتركيا، على الرغم من العقبات التي أقامها النظام السوري.
يحاول الدكتاتور بشار الأسد التحكم بمن يجب أن يحصل على المساعدات او من لا يجب أن يحصل على المساعدات الإنسانية في سوريا. ولا يزال نظامه الذي لا يرحم يحتفظ بمدن وقرى بأكملها رهينة، محرومة من تقديم المساعدات للشعب في الداخل.
وهناك عملية أخرى سوف أتابعها وهي برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة الذي يقوم بعمليات إسقاط جوي على ارتفاعات عالية لمواد غذائية طارئة وغيرها من المساعدات للسوريين في المناطق المحاصرة من قبل داعش. وبدعم من الولايات المتحدة، نجح هذا البرنامج في تنفيذ أكثر من ٢٣٠ عملية إسقاط منذ بداية العام الماضي.
وبالإضافة إلى ذلك، سأقوم بزيارة المدارس التي تمولها الولايات المتحدة والتي تثقف كلا من اللاجئين السوريين والأطفال المحليين. وقد امتلأت المدارس الأردنية بالأطفال السوريين لدرجة أنهم اضطروا إلى إجراء فترتين.
سأجتمع مع الطلاب السوريين الذين يحضرون مدرستهم بعد الظهر، بعد حضور الطلاب الأردنيين في الصباح. وفي تركيا سأقوم بزيارة مدرسة تمولها الولايات المتحدة تم بناؤها خصيصاً للأطفال السوريين.
لن يكون هناك ردٌ كاف تماما على سؤال ” ماذا عن اللاجئين؟ ” حتى يتحقق السلام في سوريا أ ي عندما تهزم داعش وعندما لم يعد لنظام الأسد القدرة ليرهب شعبه.
تسعى الولايات المتحدة جاهدة نحو تحقيق هذين الهدفين. وإلى أن تتحقق، فإننا ملتزمون بتخفيف معاناة اللاجئين السوريين ودعم البلدان التي تستضيفهم.
عن ال وول ستريت جورنال
اترك تعليقًا