الولايات المتحدة مطالبة بأدلة على أفران الجثث الخاصة بالأسد

الولايات المتحدة مطالبة بأدلة على أفران الجثث الخاصة بالأسد.

 

Unbenannt.png

 

 

يُزعم أن الأسد قام بإنشاء محارق للجثث يتم فيها حرق جثث المعارضين. و لكن واشنطن مدينة بأدلة واضحة.

ثلج كثيف يغطي الريف على حافة جبال القلمون. طبقة كثيفة من الثلج تغطي حقولا و شوارع و بيوتا. لكن هناك استثناء واحد: على سطح أحد الأبنية التابعة لسجن صيدنا يبدو الثلج وقد ذاب.  هذا ما يظهر في صور الاقمار الاصطناعية في الثامن من شهر كانو الثاني من عام 2015 و التي نشرتها وزارة الخارجية الامريكية مؤخرا. في هذا المبني ذو السطح الخالي من الثلج يُفترض ان نظام بشار الاسد قام ببناء محرقة للجثث حيث يتم التخلص من جثث المعارضين الذين تم اعدامهم مسبقا, هذا ما تدعيه وزارة الخارجية الامريكية. بسبب الأفران ذاب الثلج عن سطح المبنى. و لكن ما مصداقية هذه الدلائل؟  في الأعوام الماضية تم توثيق جرائم نظام بشار الأسد بشكل مفصل. منظمة أمنستي لحقوق الانسان تقدر بانه تم اعدام 13 الف شخص على الاقل مابين عام 2011 وحتى عام 2015 في السجن القريب من دمشق. يصف ناشطون السجن بانه مسلخ للبشر. يقوم النظام في هذا السجن بعملية إبادة.

Unbenannt.png

لماذا تصرح الولايات المتحدة بهذه الاتهامات الآن؟

و لكن أمنستي تحدثت في الاعوام الماضية مع معتقلين سابقين, مع حراس للسجن و مع قضاة. لا أحد منه هؤلاء ذكر محرقة في سجن صيدنايا. بدلا عن ذلك تحدث موظفون هاربون من نظام الاسد عن قيام الجيش السوري باخفاء جثث القتلى في أراض تقع ضمن ثكناته في ريف دمشق.  و بشكل مفاجئ ترد امنستي على مزاعم وزارة الخارجية في واشنطن: لابد أن نقوم بالكثير من البحث, قال جيفري موك خبير الشرق الاوسط في امنستي فيما يتعلق بتلك الاتهامات. باول بينيرو, رئيس احدى لجان تحقيق الامم المتحدة فيما يتعلق بحقوق الانسان في سوريا صرح: لا أملك أي معلومات حول تلك المحارق.

في الحقيقة تثير لحظة نشر هذه الاتهامات أسئلة. يزعم سيتوارت جونز وهو رئيس قسم الشرق الاوسط في وزارة الخارجية الامريكية أن نظام الاسد كان قد بدأ في العام 2013 بانشاء المحرقة في سجن صيدنايا. أقدم صور قدمها جونز تعود الى شهر آب من عام 2013. و لكن لماذا قررت الولايات المتحدة الآن الافصاح عن ذلك الاتهام؟ نشرت منظمة أمنستي و منظمات حقوق انسان أخرى صور أقمار اصطناعية عن صيدنايا في الاعوام الماضية. و لكن لم توجد أي إشارة أن البناء الملحق بالمبنى الأبيض يمكن أن يخفي محرقة.

ماهو مؤكد بكل الاحوال: في نفس القسم من السجن ووفقا لمعلومات الشهود كانت تتم عمليات إعدام يتم فيها شنق المعتقلين.  و حتى فيما يتعلق بعدد القتلى, تعطي وزارة الخارجية أرقاما تختلف بشكل واضح عن المعلومات المتوفرة حتى الان. وفق معلومات أمنستي كان يتم شنق 20 الى 50 شخصا و على ثلاث دفعات في الاسبوع. ولكن جونز يدعي الآن أن النظام قتل هناك حتى 50 معتقلا في اليوم.

النظام السوري يصف الاتهامات بأنها قصة هوليوودية.  تتزامن اتهامات الحكومة الامريكية مع بدء جولة مفاوضات جديدة في جنيف. هناك ينبغي على ممثلي المعارضة و النظام البحث عن حل سلمي. الآمال ضعيفة, فحتى الآن لا يجلس الفرقاء على طاولة واحدة. على مايبدو تأمل الولايات المتحدة عبر نشر هذه الصور في أن تزيد الضغط على النظام السوري و داعميه في روسيا و إيران.  دمشق ردت كالآتي: وزارة الخارجية نفت وجود محرقة في صيدنايا تماما كما نفى النظام حتى الان كل اتهامات أمنستي. تقارير الحكومة الامريكية هي قصص هوليوودية لاعلاقة لها بالواقع, كما صرحت وزارة الخارجية في دمشق.  لجنة التحقيق الخاصة بالامم المتحدة طالبت مرارا بالسماح لها بزيارة السجن العسكري في صيدنايا حتى تتحقق من الاتهامات. النظام في دمشق يرفض ذلك بشكل قاطع.

و الخلاصة: الولايات المتحدة تتهم سوريا بانشاء محرقة ضمن سجن صيدنايا. هنالك يقوم النظام بحرق جثث المعارضين الذين تم اعدامهم. كدليل على الاتهام نشرت وزارة الخارجية الامريكية صور اقمار صناعية. و لكن الصور تعود لعدة أعوام خلت ولا تقدم الكثير من الادلة. على مايبدو يهدف نشر الصورة الى ممارسة ضغط على دمشق قبل جولة مفاوضات جنيف.

Der Spiegel

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

موقع ووردبريس.كوم. قالب: Baskerville 2 بواسطة Anders Noren.

أعلى ↑

%d مدونون معجبون بهذه: