واقع المستشفيات المحصنة تحت الأرض في سوريا حيث أن الأطباء يعتمدون على التمويل وجمع التبرعات الجماعية بأنفسهم لتمويل المستشفيات السرية المحصنة التي أنشأوها في الكهوف وتحت الأرض.
جمعيات أنسانية تحث المانحين الدوليين على تخفيف الشروط الصارمة التي تسمح باستخدام المعونات المالية لاستبدال المعدات الطبية المدمرة ولكن تمنع تمويل المرافق الطبية المؤقتة تحت الأرض على الأطباء في سوريا اللجوء إلى التمويل الجماعي في محاولة يائسة للحفاظ على تشغيل المستشفيات المؤقتة في الكهوف وتحت الأرض، حيث يتم حمايتهم من الغارات المستهدفة وقد أوقفت القواعد التي تحكم كيفية إنفاق ميزانيات المعونة تمويل تلك المنشآت الطبية مما أجبر الأطباء على البحث عن وسائل بديلة لبناء وتعزيز تلك المرافق، وفقا لتقرير صادر عن ” الحملة السورية ” وبموجب المبادئ التوجيهية للمانحين الدوليين، يعتبر العمل على الحفاظ على المستشفيات تحت الأرض والتي تحل محل العيادات فوق الأرض التي فقدت بسبب الضربات الجوية ” تنمية ” بدلا من إنفاق ” إنساني ” في محافظة إدلب، وهي منطقة تسيطر عليها المعارضة في شمال سوريا، هناك ثلاثة مستشفيات فقط بنيت تحت الأرض تعمل في المنطقة، مما يعرض الأطباء والممرضين والمرضى للخطر على حد سواء أثناء وجودهم في المستشفيات ” غير المحصنة ” قالت منظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان، وهي منظمة غير حكومية تعقبت الهجمات على العاملين في المجال الطبي أثناء النزاع، إنه كان هناك ٤٥٤ ضربة جوية على المرافق الطبية خلال الحرب السورية، مما أسفر عن مقتل ٨١٥ طبيبا. لهذ السبب توفرالمستشفيات تحت الأرض والكهوف حماية أفضل بكثير للموظفين. وفي نيسان وحده، وقع ٢٥ هجوما على المرافق الصحية، أي ما يعادل واحد منها كل يوم نفذتها الحكومة السورية أو حلفاؤها، بما في ذلك روسيا. وقالت مجموعة عمل مجموعة الصحة، وهي مجموعة من المنظمات غير الحكومية، في التقرير إن هناك حاجة ماسة إلى تقوية المستشفيات المحصنة في الكهوف وتحت الأرض التي طورها المهندسون السوريون والعاملون الطبيون استجابة للأزمة.
ووجدت الدراسة أنه في حين أن العاملين في المجال الطبي قد تكيفوا مع العمل في تلك المستشفيات المحصنة لتلائم أهوال الصراع في سوريا، فشلت الجهات المانحة في منح تمويلها لتلك المشاريع ولن يمول معظم المانحين أي مشروع ” إنمائي ” في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في سوريا. ولكنهم سيمولون استبدال المعدات الطبية التي تم تدميرها أثناء الهجمات الجوية. المستشفى الكهف الرئيسي في حماة، يقع تحت ١٧ مترا من الصخور، هو نموذج لبناء العيادات تحت الأرض. استغرق المرفق سنة لبناء.، وافتتح في عام ٢٠١٥ ، وله ثلاثة دور عمليات وقال مؤسّس المستشفى الدكتور حسن الأعرج قبل وفاته في سيارة إسعاف بعد غارة جوية العام الماضي: ” الشيء الذي أسأله هو أن الجتمع الدولي يعمل من أجل حماية المرضى، وبناء مثل تلك المستشفيات تحت الأرض. نحن بحاجة الى الحماية ” تم تعزيز مستشفى M10 في حلب تحت الأرض خلال حصار المدينة وقصفها العام الماضي، عندما ضربت سلسلة من الهجمات الجوية المبنى آخر مشروع طبي تحت الأرض يسعى للحصول على تمويل جماعي لاستكمال أعمال البناء هو مستشفى ابن سينا للنساء والأطفال في مدينة إدلب، الذي يدعمه خالد المليجي، رئيس لمنظمة إغاثة طبية دولية .
يعمل المليجي لجمع المال مع زملائه من جامعة براون في الولايات المتحدة المشروع يهدف إلى بناء أدوار للمستشفى تحت الأرض محصنة ، معتمداً على جمع تبرعات خاصة لسد النقص في تمويل المانحين التي لا تؤمن التكاليف الفعلية. على مدى السنوات الست الماضية، خُصص مبلغ ١.٧ مليون دولار في آلية التمويل الإنساني الرئيسية التي تقودها الأمم المتحدة في سوريا لتعزيز المستشفيات تحت الأرض. وقد ساهمت الحكومة الفرنسية بأقل بقليل من نصف مليون دولار، في حين قدمت المنظمات غير الحكومية حوالي ٢ مليون دولار من التمويل الخاص والمنح. يذكرأن قيمة طلبات التمويل في سوريا لسد احتياجات الجانب الصحي في هذا العام وحده تجاوز الـ ٥٠٠ مليون دولار وكان الهجوم على المستشفيات والحد من الحصول على الأدوية والرعاية الصحية منذ فترة طويلة تكتيكا من بشار الأسد وجيشه. في آذار جُردت قافلة تابعة للأمم المتحدة إلى وادي بردى في ريف دمشق من جميع إمداداتها ومعداتها الطبية تقريباً. وفي العام الماضي، قالت منظمة الصحة العالمية أن حوالي ٢٠ بالمئ ة من مساعدتها الطبية أزيلت من قوافل الأمم المتحدة خلال الأشهر الثمانية الأولى من العام.
اترك تعليقًا